جماليـــا : ثقافة , آداب , فنون

From site: http://www.jamaliya.com

الفينيقيون من الشرق إلى قادش.. الأندلس الآيبيرية هي باختصار: "الشرق"


هنادي دوارة
28/05/2008
 

الفينيقيون من الشرق إلى قادش..

الأندلس الآيبيرية هي باختصار: "الشرق"

هنادي دوارة - آثارنا

 

استضاف المركز الثقافي الفرنسي الدكتور 'بيير رويار' مدير دار رونيه جينوفس لعلم الآثار وعلم الأجناس في نانتير، في محاضرة بعنوان 'من الشرق إلى قادش- الفينيقيون وشبه الجزيرة الآيبيرية'
وقد تحدث 'رويار' في المحاضرة  عن الحضارة الفينيقية وتسلسل انتقالها إلى الغرب ودلائله. واستخدم الدكتور 'رويار' دلائل استقاها من عدة معارض أوروبية قدَّمت قطع استخدامات فينيقية. وتحدث في هذا السياق عن معرض البندقية، الذي هدف إلى المقارنة بين المحتويات القادمة من الشرق، وبالتحديد من صور وبيروت والمغرب، والتي مثلت الحضارة الفينيقية آنذاك، ومقارنتها مع الأدوات التي باتت أولية في الاستخدام الأوروبي، مثل: 'الفازات- النواويس- ومجموعات جنائزية'، والتي كان هدفها معرفة الإسهامات التي قدمتها الجزيرة الآيبيرية. وتوصل نهاية الدكتور رويار إلى أنَّ الأندلس الآيبيرية هي باختصار الشرق.

عرض الدكتور المحاضر أثناء حديثه صفات الشعب الفينيقي، ابتداء باختراع الكتابة والملاحة البحرية، بهدف مقارنته مع الشعب الإغريقي، مشيراً إلى الجدل الذي مازال قائماً بحثياً، والذي يتّهم الشعب الفينيقي بالتقليد في كل منجزاته من الأبجدية وسواها.

بين الدكتور الباحث أصول الفينيقيين، الذين وجدوا على الساحل السوري الفلسطيني، وثم تحديد التاريخ الذي انتقلوا فيه إلى الغرب وكذلك الأسباب.

يأتي ضمن الحديث عن الأسباب الإشارة إلى الضغط الآشوري الذي كان يمارس في تلك الفترة على التجار الأغنياء في المنطقة، والذي كان أحد أهم الأسباب التي دفعت هذا الشعب لمغادرة المنطقة، متوجهاً إلى قبرص وساحل المغرب والجزيرة الآيبيرية في القرن الثاني عشر قبل الميلاد. وطرح الدكتور في حديثه عدة احتمالات تشيرُ إلى الزمان والمكان الذي انتقل (فيه ومنه) الفينيقيون إلى أماكن توضع الجاليات الأولى في الإكسوس وقادش، بموازاة الجزيرة الإيبيرية واحتمالية نظرية جديدة أخرى تبرهن وجود الفينيقيين في قرطاج قبل روما في القرن التاسع قبل الميلاد، وروايات أخرى مدعمة بدلائل مواد أثرية فينيقية وجدت في قرطاج وسيردينيا كآنيات مستخدمة ومختلفة الأشكال في نهاية القرن الثامن قبل الميلاد.

وتطرَّق المحاضر في الندوة إلى التغيرات الجغرافية التي طرأت على الأماكن، شارحاً إياها بخرائط مفسرة، بهدف التعريف بأشكال البيوت التي كانت تسكنها الجاليات الفينيقية، والفروق في استخدام المواد البنائية من الحجر إلى الصلصال والآجر، وكيف اختلفت بتتالي السنين واختلاف توضع الجاليات الفينيقية فيها.

الفينيقيون: 'أطلق عليهم اليونان اسم الفينيقيين 'xinoeh؟' الذي يحمل معنى الأرجوان نسبة إلى اكتشافهم للصباغ الأرجواني. ضمت مستعمرات الفينيقيين بعض المدن الواقعة على الساحل السوري الممتد من أقصى شمال سورية حتى جنوب فلسطين.

بنى الفينيقيون مقابرهم ووضعوا فيها الميت بالإضافة إلى أدوات خاصة به امتازت بالبساطة فضمّت بعض الأدوات المنزلية التي كانوا يستعملونها كالأواني الفخارية والمصابيح الزيتية.
يعد اختراع الأبجدية من أعظم ما قدمته الحضارة الفينيقية.




Link: http://www.jamaliya.com/ShowPage.php?id=3131