جماليـــا : ثقافة , آداب , فنون

From site: http://www.jamaliya.com

نَتَذَكَّـر عُـمَـر الأُنـسي ريشة النُّور اللبناني


هنري زغيب
31/05/2012

نَتَذَكَّـر عُـمَـر الأُنـسي

ريشة النُّور اللبناني

 

عُمَر الأُنسي كما رَسَمَهُ بقَلَم الفَحْم صديقُهُ النحَّات يوسف سعدالله الحويّك (باريس 1929)

 

"... وهو هو في جَميع أَعمالِه: لوحةٌ مائيةٌ أو زيتيةٌ أو ﭘـاستِلْ طبشوريّ، كلٌّ منها تشهَق بالنُّور اللبنانيّ، بالجَمَال اللبنانيّ، بالعُذُوبة اللبنانيّة، وتنضَحُ من ريشته هويّةُ لبنانَ الناصعة: وطناً للجمال والنُّور والفرح، هو الذي لم يَكُنْ يوماً ولَن يكونَ إلاّ وطنَ الجمَال، وإشراقةَ النور، وزارعَ الفرح في أبنائه الذين، أَنّـى تَغَرَّبوا، تظلُّ رعشةُ الحنين إلى الرجوع عنوانَ أَيامهم ولياليهم.

إنه الرُّجوعُ إلى هذا البستانِ الفريدِ النّادرِ الذي بنَاهُ رعيلٌ وطنيٌ لبنانيٌّ، وخلَّدَهُ رعيلٌ تشكيليٌ رائدٌ، في طليعته عُمَر الأُنسي بِلَمَساته التي تَكَرَّسَت ريشةَ النُّور اللبناني".

*

 

 

خاتماً سلسلةَ الأَنشطة الدَّورية للسنة الجامعية 2011 – 2012

مركز التراث اللبناني

في

 

الجامعة اللبنانية الأميركية

يَدعوكُم إلى لقاءٍ خاصّ كي

نَتَذَكَّـر عُـمَـر الأُنـسي

ريشة النُّور اللبناني

 

يُشاركُ في اللقاء:

     الناقد الدكتور فيصل سلطان : تَحَوُّلاتُ لوحةِ المَنظَر في فَنّ الأُنسِي

الباحثة الدكتورة إِلْسا غصوب: لوحَةُ "الـجَنَّـة"... وسائِر العُرْي

الـفنان التشكيلي جوزف مطر: ذكرياتي مع عُمر الأُنسي

 

يتخلّل اللقاءَ عَرْضُ صُوَرٍ لِــــلَوحات الأنسي

يرافِقُ الـمُداخَلاتِ الثَّلاث

 

يفتتحُ اللقاءَ مديرُ المركز

الشاعر هنري زغيب

 

الساعة 7:00 مساءَ الإثنين 11 حزيران 2012

القاعة 904 - كلّيّة الإدارة والأعمال - مبنى الجامعة الجديد - الطابق الأرضي

قريطم - بيروت

 

 

مشواره القصير

- 1901: ولادَتُه في تلّة الخياط (بيروت). والدُه الطبيب عبدالرحمن الأُنسي، وجَدُّه الشاعر عُمَر الأُنسي.

- 1918: بدأَ يَدرُس الطّبّ في الجامعة الأميركية. لكنّ خليل الصليبي رأى رسومه لمجلة "اتّحاد الطَّلَبَة" في كليّة الطّبّ، فاستدعاه وقال له: "سِواكَ خُلِقَ ليَكونَ طبيباً. أَنتَ خُلقْتَ لتكونَ رسّاماً مُتَمَكِّناً. إِلْـحَقْ موهبتَك"فكان كلامُ الصليبي كافياً ليَتركَ الطالبُ دراسةَ الطّبّ وينصرفَ إلى تغذية موهبته في الرسم.

- 1922: سافر إلى عمّان يدرِّسُ الإنكليزية الملكَ طلال (والدَ الملك حسين) في البَلاط الملكي، فامتَدَّت إقامتُه هناك خمسَ سنواتٍ رسماً وتجوالاً في أَنحاء المملكة، يَلتقط مناظِرَ ومَشاهدَ ينقُلُها بريشَتِه.

- 1927: أَوَّلُ معرضٍ له (في القدس) للوحاته الأُردنيّة صحراءَ وغزلاناً وبدويّاتٍ فحماً وزيتاً ومائيّات.

- 1928: سافر إلى باريس يَدرُس الرسم في "أَكاديميا جوليَان"، وتعرَّف بالنحّات يوسف الحويك الذي سهّل له إقامة معرض من ورسومه ولوحاته، وكانت باريس في عزّ فورة الانطباعية فتلقَّفَها الأُنسي بشَغَف.

- 1930: عاد إلى تلّة الخياط مشتاقاً إلى بيروت فَتَرْجَمَ شوقَه لوحاتٍ لـعَين المريسة وشاطئ الأوزاعي والممرات الضيّقة وأَشجار البَلَح وأقراط الصبَّير والبيوت العتيقة في أحياء بيروت.

- 1933: لحقَت به حبيبتُه الباريسية إِيْـمَّا فتزوَّجها، لكنَّ الحب انكسَر بوفاة إِيْـمَّا فجأَةً بعد سنَتَين في بيروت.

- 1938: خلال معرضه في بيروت (محلّة الزيتونة) وصلَت آنسَةٌ فرنسيّة اسمُها ماري بُوِيْر، مُدَرِّسةُ الفرنسيّة في الـ"كوليج بروتستان". أَحبَّت إحدى لوحاته ولم يكُن معَها ثَـمنُها كاملاً (25ل.ل.). سأَلَتْه أَن يبيعَها إياها بالتقسيط فَرَضِيَ، وحين خرجَت حاملةً اللوحةَ بفَرَح، كانت حَـمَلَتْ معها أَيضاً فَرَحَ قلبِه بها.

- 1939: بعد أَقلّ من عامٍ على ولادة حبٍّ عاصفٍ مع ماري، تزوَّجَها وعاش معها حياةً هانئةً كانت كلُّها أَيامَ حبٍّ غامرٍ وعنايةٍ منها بشخْصه وأَعماله، وسعادةً بقيَت مزْهِرةً بالـحُبّ حتى غيابه.

- 1964: معرضُه في غالري "وَنّْ" ليوسف الخال، ونَيلُهُ وسامَ المعارف من رئيس الجمهورية على مجمل أعماله.

- 1966: نيلُ زوجته ماري وسام الاستحقاق على خدماتها كـ"مُدَرِّسَةٍ أَجنبيةٍ في خِدمة النَّشْءِ اللبناني".

- 1967: إصابَتُه بِـمَرض صعْب في معدَته أَقعدَهُ عن العمل إلاّ في فتراتٍ متقطّعة وقليلة.

- 1969: وفاتُه (في 3 حزيران) بعد وَهْن صحَّته وانقطاعه أَشهراً مريرةً عن زيارة محترفه.

- توزَّعت معارضُه في لبنان وألمانيا وسويسرا وإسبانيا وفرنسا، ودخل معظمُها في مجموعاتِ متاحفَ عالَميّة.

- يشكِّل عُمَر الأُنسي ركناً أساسياً من الريادة التشكيلية اللبنانية مع تَشكيليِّي رَعيله: مصطفى فرُّوخ، قيصر الجميِّل، صليبا الدويهي، رشيد وهبي، جورج قرم، ...

**

 

شهادتان في ريشته اللبنانية

        "... في مقدِّمة الفنانين الوطنيّين اليوم: اثنان سينزلان في المستقبل منزلةً رفيعةً في قلوب وبيوت أبناء هذا البلد، هما مصطفى فرُّوخ وعُمَر الأُنسي، رائدَا الفنّ العبقريّان، والرائدُ يُصدق أَهلَه كما يُصدِقُ فنَّه العبقريّ. فالمشاهد الفنيةُ الطبيعيةُ اللبنانيةُ الرائعة أو الوادعة، عزيزةٌ كريمةٌ في لوحاتهما، مثلما هي كريمةٌ وعزيزةٌ في غاياتها وبين زنابقِها وصخورِها، تُصْدقُهما الوحيَ فيؤدِّيان الرسالةَ صادِقَيْن.

في لوحات الأنسي قريةٌ مقفيّة عند باب البادية، يقدِّمُها بأُسلوبه الموجَز البليغ في شطحاتٍ من ريشته تَـجْمع بين قلبَين: قلبِ الطبيعة وقلبِ الفنّان، فترقص الشمس أَمام بيوت القرية وتتوهَّج الجدران بوهْج الـحُبُور.

وفي لوحات الأُنسي غزلانٌ سائرةٌ في البادية، جميلةٌ وديعةٌ ناطقةٌ بإرْثها الصحراويّ، حتّى لتخشى، وأنتَ تدنو من اللوحة، أن تَثِبَ الغزلان منها وتفُرَّ هاربةً منك. أمامها أحسستُها تتحبَّبُ إليّ وتغازلني.

وفي لوحة الأُنسي للحديقة أَمام بيته، فَنٌّ وفتنةٌ معاً، تتجلّى فيها المحاسنُ الثلاث: المتانةُ والتنميقُ والخيال وتمزج ريشتُه أَلوان البادية الغبراء بذَوَبَانِ أصفر ولُـجَين من معدن الهجيرةِ والفجر، وتشربها وَفْراً من النور".

أمين الريحاني -  معرض الفنون في بيروت - 1940

 

***

"يرتبط فنّ عُمَر الأُنسي بالطبيعة اللبنانية، مُتأثّراً بالانطباعية التي شهِدَ مَـجدَها لدى زياراته محترفاتِ باريس وروما. وهذه الانطباعيةُ هي التي دفعَت الأُنسي إلى جعْل المنظر الطبيعي موضوعَ لوحاته، متعمِّداً فيها بُلوغَ مواصفاتٍ لونيةٍ تلتقطُها العينُ في الطبيعة اللبنانية. لذلك تتَّصِفُ أَلوانُه بشفافيةٍ تتزاوج مع الانفعالات الشعورية والانطباعات البصرية، فتكتُبُ القماشةَ العابرةَ اللونَ في مراحلَ مُـختلفةٍ وفْق تأثُّر المنظر الطبيعيّ بالضوءِ المشْرقِ الذي يتبدّل عابراً من الصباح إلى المساء، ومختلفاً بِـحسَب دورة الفصول.

بهذه وبِسواها، تتركَّز أَعمالُ عُمَر الأُنسي في صميم الفنّ اللبنانيِّ الهوية، فيرتَبطُ موضوعُ لوحتِه بواقعِها اللبنانيّ في مُـحاوَلةٍ تشكيليةٍ جادَّةٍ بِبِناء صياغةٍ لبنانيةٍ للريشة، ولغةٍ لبنانيةٍ للَّوحة، وأبجديةٍ لبنانيةٍ للفن".

نزيه خاطر- "النهار" (23/5/1979)

 

 




Link: http://www.jamaliya.com/ShowPage.php?id=9268