3

:: نجاح التعليم الفنلندي ::

   
 

التاريخ : 09/03/2013

الكاتب : أ. د. حسيب شحادة   عدد القراءات : 1543

 


 

 

يعلم المتابع للشؤون التعليمية العالمية أن فنلندا تتبوأ مكان الصدارة في تدريس الرياضيات والعلوم والقراءة خلال العقود القليلة الماضية، كما أظهرت ذلك دراسات أجراها البرنامج الدولي للتقييم الطلابي، بيسا (PISA = Program for International Student Assessment)، على طلبة عشرات الدول. نذكر على سبيل المثال أن إنجلترا احتلت مرة رقم ٢٥ في القراءة و ٢٨ في الرياضيات و١٦ في العلوم. كما يقيّم موقع "بيرسون" درجات التعليم في العالم ولا مكان للدول العربية في الأربعين مرتبة الأولى.

من المفروغ منه أن المدرّس هو حجر الزاوية في العملية التربوية التراكمية، إنه سرّ التميّز والتفوق. قد يذكر بعض القراء ما قالته رئيسة الجمهورية الفنلندية السابقة، السيدة تاريا هالونن، في نهاية لقاء أجراه معها الإعلامي أحمد منصور من قناة الجزيرة قبل مدة: التربية ثم التربية ثم التربية. في هذه العجالة وددت ذكر ركائز تفوّق التعليم الفنلندي وبعض الحقائق والمعطيات والظروف استقيتها من مصادر مكتوبة وملاحظات شخصية عير مراحل تعلّم أولادي في المرحلتين الابتدائية والثانوية.

_ استثمار فنلندا في قطاع التعليم ليس جديداً. في الماضي السحيق لم يكن بمقدور الشخص الحصول على إذن للزواج إلا إذا كان قادراً على القراءة.

_ مهنة التدريس في فنلندا مشرّفة وتستمرّ في الغالب الأعمّ حتى جيل التقاعد.

_ مرتّب المعلم لابأس به، حوالي ٢٥٠٠ يورو شهريا.

_ يمتاز التدريس بالعمق والشمولية وتفضيل التجريب العملي قدر الإمكان.

_ الاهتمام بالرياضة البدنية وبالتربية الفنية والأشغال المنزلية.

_ يتمتع المعلم الفنلندي بالكفاءة وبالثقة ويحظى باحترام المجتمع وله الحرية في اختيار المادة وطريقة التدريس الملائمة.

_ التنافس على الفوز بملاك في سلك التدريس قاس جدا، تقبل ما نسبته بين ١٠٪ إلى ١٥٪ من الطلبات.

_ يبدأ المعلم عمله كمساعد مدرّس آخر قدير. ولكل معلم مساعد له في الصف.

_ تشجيع البحث العلمي في أروقة المدارس.

_ يتعلم الطفل الفنلندي أيضا عن طريق اللعب المنظّم ومع الآخرين.

_ هنالك أكثر من ٦٠ ألف معلم/معلمة في ٣٥٠٠ مدرسة.

_ يحبذ المعلم مواجهة التحديات.

_ الامتحان وسيلة فاشلة في تقييم الطالب.

_ التربية استثمار مثمّن جداً في فنلندا.

_ ٧٥٪ من ذوي الأعمار ٣- ٥ سنوات يلتحقون بروضات الأطفال.

_ ٨٦٪ من نساء فنلندا يعملن خارج البيت.

_ كل تلميذ مهم في عملية التربية والتعليم والعمل على تنميته وفق إيقاعه الفردي.

_ بيئة التدريس دافئة ومُرحبة شبيهة بالحياة المنزلية.

_ وجود حصص لدعم الضعفاء في بعض المواضيع.

_ توفّر الحواسيب وكل الوسائل التعليمية.

_ يمتاز المنهاج الدراسي بوفرة المواد الاختيارية، في المرحلة الثانوية هنالك على سبيل المثال ٧٥ وحدة دراسية منها ٤٥ وحدة إلزامية والباقي اختياري.

_ أثبت نظام التعليم الفنلندي أن العبرة ليست متمثلة بالمال المصروف على التعليم بل كفاءة المعلمين وعملية تعليم ناجعة.

_ يلتحق الطفل بالمدرسة في سن سبع سنوات لدوام نصف يوم فقط حتى عمر ١٦ عاماً في نفس المدرسة ونفس المعلمين تقريبا.

_ التعليم مجّاني في كل مراحله وفي المرحلة الإلزامية الوجبات والكتب والقرطاسية مجّانية أما في المرحلة الثانوية فعلى الطالب تحمّل تكاليف الكتب والقرطاسية.

_ يتعلم الطفل مبادىء القراءة والكتابة في البيت قبل الالتحاق بالصف الأول، في السن الخامسة تقريباً، ويلقى تشجيعاً ملحوظاً من الأهل، ويغرس في فؤاده حبُّ الكتب وريادة المكتبات المتوفرة في كل مكان.

_ اختيار المعلم يأخذ بعين الاعتبار ما يحمله المرشح من فكرة حول المهنة ومعرفته بالتلميذ.
_ نسبة التسرّب من التعليم الإلزامي لا تتعدى 0.5%.

_ نسبة الرسوب في المدرسة حوالي ٢٪ فقط.

_ عدد أيام الدوام المدرسي ١٩٠يوماً سنوياً وعدد الساعات اليومية تتراوح ما بين ٤ إلى ٧ ساعات.

_ الطالب الفنلندي يقضي أقلَّ عدد من الساعات في الصفّ مقارنة مع الدول المتقدّمة الأخرى في العالم.

_ المدارس في فنلندا كلها تقريبا حكومية.

_ التعليم للجميع ومجاني والشعار "لن ننسى طفلا".

_ يعتبر التعليم غاية لا وسيلة للحصول على وظيفة.

_ ٩٩٪ من التلاميذ ينهون مرحلة التعليم الإلزامي و٩٥٪ التعليم الثانوي و٩٠٪ يتابعون التعليم العالي، ٦٠٪ منهم إلى الجامعات.

_ مستوى تعليمي عام في كل أنحاء البلاد ولا وجود لطلاب في القمّة وطلاب في القاع.
_ وضع خطّة مدروسة جيّدا لتحقيق أهداف طويلة المدى.

_ وجود الثقة المتبادلة بين أطراف العملية التعليمية.

_ حرية المعلّم الباحث واستقلاليته في التعليم.

_ لا حاجة لرقابة صارمة من الأعلى نحو الأسفل.

_ خلال التسع سنوات الأولى لا وجود لاختبارات. تعطى بعد ذلك العلامات من ٤ إلى ١٠.

_ عندما يبلغ الفتى الفنلندي الثالثة عشرة من العمر يكون قد درس جيداً ثلاث أو أربع لغات، الفنلندية والسويدية، لغتي البلاد الرسميّتين، الإنجليزية ولغة عالمية أخرى كالفرنسية أو الإسبانية أو الروسية.

_ تجهيز الطفل الجديد للتعلم.

_التعليم المتساوي للجميع وهو مبني على المساواة لا على التفوق.

_ فلسفة وزارة التربية في فنلندا (هنالك أيضا وزارة للثقافة والرياضة) تضع الثقة بالمعلمين وأولياء الأمور واللجان.

_ تعاون بين وزارة التريبة ونقابات المعلمين ولقاءات عمل شبه أسبوعية.

_ غياب السياسة كليا عن الجو الدراسي.

_ احترام ملحوظ للغة الفنلندية، لغة الأم.

_ لا وجود لمدارس ممتازة وأخرى ضعيفة.

_ لا وجود للباس موحّد في المدرسة.

_ توفر الرعاية الصحية البدنية والنفسية.

_ توفر ما يمكن تسميته بمكتبة الباص المتجولة.

_ نجاح نظام التعليم الفنلندي مبني أيضا على فكرة "القليل سينمو".

_ لا وجود لتنافس لاذع.

_ يتلقى قرابة ٢٥٪ من الطلاب نوعاً ما من الدعم.

_ تعتبر المدرسة الفنلندية اللعبَ مكوّناً هاماً في عملية التعليم حتى خلال فصل الشتاء البارد.

_ ثقة متبادلة بين المعلم والطالب وينادي الطالب معلّمه/معلّمته بالاسم الشخصي.

_ التعليم ثقافة حفيفية في فنلندا وهي وطيدة الصلة بتاريخ البلاد، ثقافة الاحترام وتعزيز المعرفة.

_ تتمتع المدرسة الفنلندية بحكم ذاتي كامل.

_ اهتمام المدرسة بذوي القدرات الخاصّة وكذلك بالموهوبين.

_ يصل معدّل عدد الطلاب في الصف إلى ثلاثين طالبا.

_ يحصل الطالب الفنلندي على ما معدله ٥٥٠٠ ساعة تدريس سنويا في حين أن عددها في دول متقدمة قد يصل إلى ٨٠٠٠. أسبوعيا ٢٥ ساعة وخمس ساعات للواجبات البيتية.

_ العمل الجماعي.

_ التجارب المدرسية.

_ عدد المهاجرين في فنلندا ما زال قليلاً وهم يندمجون جيدا في العملية التربوية.

_ في منطقة هلسنكي تدرّس ٤٤ لغة أمّ لناطقيها في المدارس.

_ طاقم التدريس مؤهل، حملة الماجستير على الأقلّ، خمس سنوات دراسة جامعية، فما فوق.


من نافلة القول عدم جدوى "نسخ" مثل هذا النظام التعليمي المعمول فيه قي أقصى الشمال و"لصقه" أي تطبيقه في بقعة أخرى في العالم. لكل بلد تاريخه وظروفه وميزاته الخاصة به ولا بد من اتخاذ هذه النواحي عند إعداد أي نظام تعليمي متكامل وبعيد المدى وقابل للتطوير المستمر وفق المستجدّات.

جامعة هلسنكي

 

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.