3

:: نحتاج إلى حملة أمنية ::

   
 

التاريخ : 04/11/2013

الكاتب : فاطمة المزروعي   عدد القراءات : 1487

 


 

تلفحنا بين وقت وآخر عدد من الأحداث المؤلمة، سواء من جرائم غريبة كل الغرابة عن طبيعة مجتمعنا، وبعيدة كل البعد عن عاداتنا وتقاليدنا وأصالتنا، أو حوادث مرورية عنيفة يذهب ضحيتها عدد من الأبرياء، فضلاً عن شباب وفتيات في مقتبل العمر. وعندما أقول إننا بحاجة لحملة أمنية، فأنا أشير لحملة توعوية أولاً تكون شاملة ومستمرة، تتضافر لإنجاحها كافة مكونات المجتمع من المدارس والجامعات إلى وسائل الإعلام المختلفة من القنوات الفضائية، وصولاً للصحف والمجلات. لكنني أيضاً أتطلع أن تكون هذه الحملة ذات جوانب رقابية وتفتيشية على المنشآت وعلى المتخلفين من المقيمين، وعلى العمالة الهاربة والمتسيبة، أو تلك التي تعمل في غير العمل الذي جلبت له.

وعندما نقول حملة أمنية شاملة، فهذا يعني الأخذ على يد المتهورين وضعاف النفوس، وفق القانون ووفق الإجراءات النظامية المتبعة في هذا الشأن، والتي تراعي حقوق المجتمع وسلامته وأمنه، وتراعي أيضاً حق المتهم حتى يصل لمنصة القضاء. فنحن دولة القانون والأعراف الإنسانية والحقوقية. إن ما يتم تناقله يومياً من جرائم كان يمكن تلافي البعض منها لو قدر، وألقي القبض على المجرم قبلها.

على سبيل المثال مقيم بلاده متعثرة تنموياً، وتعاني اقتصادياً وصل إلى بلادنا وأحلام الثروة والحصول على الملايين تراود خياله، فيقع فريسة لعصابة تصادر أحلامه، أو يقع بين يدي ربِّ عملٍ ظالم لا يمنحه مرتباته، في هذه الحالة لو قدر وأنقذ من براثن الاستغلال من ضعاف النفوس، فقد نمنعه من أن يرتكب جريمة فادحة، كالهجوم على محل لسرقة الأموال منه، هذا مثال أسوقه لأهمية أن نوعّي حتى المقيمين والذين يتحدثون لغات بعيدة عن العربية والإنجليزية، وفي ظني أن إشراك سفارات هذه الدول في مثل هذه البرامج التوعوية، خطوة جبارة وكبيرة، يمكن من خلالها الوصول لأكبر عدد من مثل هذه العمالة، لتعرف حقوقها وطبيعة التعاقد معها للعمل في بلادنا الحبيبة.

أنا أجزم أن العامل الضعيف إذا وصل بقضيته إلى القضاء، فسيأخذ حقه كاملاً ممن ظلمه مهما كان، وتوجد أمثلة في هذا السياق، منها العامل الذي تم فصله من جهة عمله، ورفض منحه شهادة تثبت فترة عمله في هذه المنشأة، فحكم له القضاء بتعويض لأن عدم منحه شهادة خبرة أضر بفرصته في الحصول على وظيفة وعمل جديد. نحن في بلد القانون، ووفق القانون نريد حملات أمنية مستمرة، لتحمي الإنسان وتحمي أحلامه.

f.mazroui@alroeya.com

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.