3

:: إن كنت سروقاً فكن ذكوراً ::

   
 

التاريخ : 22/03/2014

الكاتب : فاطمة المزروعي   عدد القراءات : 1280

 


 

 

 

       جميعنا نرفض الكذب ونشمئزّ من الأشخاص الذين عُرف عنهم سردُ الأكاذيب، فله جوانبُ سلبية في العلاقات الإنسانية وهي آثار على المستوى الشخصي أو على المستوى الاجتماعي. فهناك من يتوهّم ويبني أحلاماً عريضة على معلومات كاذبة تلقّاها من شخص مقرب، وما أن يمضي بعض الوقت إلا ويصطدم بالواقع وتنكشف أمامه الحقيقة بوجهها المؤلم القوي.

بحق فإن مشكلة الكذب أعظم من معاناة شخصية أو فردية، فهو قد يحطم أناساً كثراً، وأيضاً ينهي منجزات تستحق البناء والتطوير. ولو ظللت أعدد سلبيات وسقطات وآثار الكذب لما توقفت.

الظاهرة الجديرة بالانتباه التي نشاهدها ونسمعها في مقار أعمالنا أو في المناسبات الاجتماعية المختلفة، أن هناك فئات من الناس تمرّست على الكذب، وباتت تكذب بعفوية وببساطة، ولا أحد يكلّف نفسه ويتبرع بتقديم نصيحة شخصية لهذا الكاذب، يوضح له أنه بدأ ينتشر ويعرف عنه أنه شخص لا يقول الحقيقة، طبعاً بعد مراعاة ضوابط النصيحة واختيار المفردات، حتى لا تتحول إلى خصام وفرقة.

الجانب الأهمّ عندما يلتصق الكذب ويتّحد مع صفات مذمومة أخرى كالسرقة أو الشائعات، عندما تمسّ الأكاذيب المجتمع والوطن ومنجزاته، وذلك من خلال ما نسمعه وما نشاهده وما نقرأه من خلال مواقع التواصل الاجتماعي يومياً من آلاف الأخبار والأحاديث والتي مع الأسف تفتقد كثيراً منها للمصداقية، وتكون مرتعاً لكل من يريد نشر الشائعات وهي بالمناسبة نوع من أقبح أنواع الكذب.

وأيضاً وبالمثل فإن السرقة نوع من أشر أنواع الكذب، خصوصاً عندما تسرق من شخص مقرب منك أو يشاركك المنزل، وتسرق منه غرضاً ما وعندما يفتقده ويسألك، تكذب وتقول بأنك لا تعلم. هنا سرقة وكذب.. وهما في ظنّي متلازمتين في كثير من الجوانب.

يوجد خبر حمل قصة طريفة تحمل دلالات هذا الجانب، يقول: «وقع لصّ بلغاري في شر أعماله عندما أهدى زوجته خاتماً ثميناً كانت قد فقدته قبل حوالي ثلاثة أعوام، فبعد أن قدّم اللصّ الخاتم، لزوجته كهدية في عيد ميلاها قامت الزوجة بصفعه على خدّه دون أن يدري السبب في ذلك، واعتقد أن في الأمر مزحة، وبعد صراخ من الزوجة بأن هذا الخاتم يعود لها، وأنه هو من سرقه، فما بقي له إلا أن يتوسل إليها باكياً عدم إبلاغ الشرطة». وأتذكر المثل العربي الشهير الذي يقول: إن كنت كذوباً فكن ذكوراً، لكنني هنا أقول إن كنت سروقاً..

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.