3

:: إثبات الوجود وبوابة الشيخوخة! ::

   
 

التاريخ : 15/02/2015

الكاتب : فاطمة المزروعي   عدد القراءات : 1291

 


 

 

كل إنسان يمر بعدة مراحل عمرية، منذ الطفولة وحتى الكهولة، ولكل مرحلة مواصفاتها وخصائصها التي تتناسب مع العمر الذي يعيشه، وإذا أمعنا النظر بشكل جيد، فإن كل مرحلة عمرية تقوم بسلوكيات نابعة من نفس ذلك العمر وما يتطلبه لنمو الشخصية للإنسان بل ولزيادة مواهبه وإدراكه وخبراته في الحياة.

العلماء المتخصصون في دراسة النمو الإنساني ومراحله وعلم النفس، لديهم أبحاث جوهرية وعميقة في هذا الجانب، وهي أبحاث ودراسات طويلة ومستمرة وتظهر لنا كل يوم نتائج جديدة.

على سبيل المثال، يتم تفسير الحركة المتواصلة للطفل بأنها نوع من التعلم فهو يكتسب معارفه الحياتية الأولى من خلال اكتشاف الأشياء باللعب والتسلية، أما المراهقون فيعتبرون أن المرحلة العمرية التي يعيشونها بمثابة بوابة يتجاوزونها لما هو أهم وأكبر في الحياة وهي الاعتماد على النفس والجدية في التعامل مع مختلف الأحداث التي يتعرضون لها، لذا تتزايد في هذه السن النزعة الاستقلالية والظن بأنهم باتوا كباراً يعتمدون على أنفسهم، وأنه يجب التحرر من قيد الأبوين والأسرة، وفي هذا العمر يخوضون تجارب مريرة ومؤلمة لكنها في الحقيقة تزيدهم صلابةً وقوةً.

لكن، بقيت حالة المراهقة المتأخرة واقعاً يصعب فهم سببه وتفسيره، وذهب البعض من العلماء لاعتبارها محاولة للتغلّب على السن والمرحلة العمرية التي وصل لها الإنسان، فهم ينكرون أنهم باتوا على أبواب الشيخوخة! البعض في هذا العمر يقومون بممارسات تنم عن رفض وتمرُّد، وبالتالي تظهر لنا  تصرفات مختلفة فيها كثير من تغيير للثوابت. وكما ذكرت فإن كل مرحلة عمرية لها سمات وخصائص يمكن بواسطتها معرفتها، ومقاومة مثل هذه الخصائص تنم عن اضطراب نفسي، كما وصفها بعض العلماء، فهم يشيرون إلى المراهقة المتأخرة بأنها اضطراب نفسي لا أكثر. وهذه المرحلة العمرية تتميز ببعض الممارسات التي تلاحظ على المظهر الخارجي بشكل، مثل المبالغة في صبغ الشعر وارتداء ملابس شبابية أو ذات ألوان مبهرجة، فضلاً عن ميل لسماع أغانٍ ذات مواضيع عاطفية كالحب والرومانسية، والحرص على القيام بحركات لا تتناسب مع العمر، حيث تظهر تهوراً حتى في الجوانب الاجتماعية، فهو في هذا العمر قد يهدّد استقرار أسرته.

أيضاً الرجل في هذا العمر، يشعر أنه عاد فعلاً للشباب فتصبح تصرفاته صبيانية، ولكن في الوقت نفسه يرافقه شعور بالنقص بسبب العجز عن القيام ببعض الأدوار أو المهام بنفس النشاط والحيوية في السنوات الماضية، فضلاً عن أحاسيس أنه فقد جماله الشكلي ولم يعد وسيماً. وبحق فإن هذا الموضوع كبير ومتشعّب وأيضاً خطير، ولا أعتقد أنه يجد في عالمنا العربي الاهتمام الكافي، خاصةً إذا علمنا أن أولى خطوات معالجة مثل هذا الخلل بأن يكون الرجل على معرفة وإدراك بطبيعة العمر الذي يعيشه، وأن هذه الممارسات هي نتيجة لشعور داخلي قوي يتملّكه برفض التقدم في العمر، وبالتالي رفض جميع الثوابت المتعلقة بالمرحلة العمرية التي يعيشها.

يجب أن يكون هناك توعية بخطورة هذه المرحلة وكيفية تجاوزها والنظر لإيجابيات التقدم في العمر والعمل على استغلالها.

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.