3

:: الموظف والمدير ::

   
 

التاريخ : 11/06/2016

الكاتب : فاطمة المزروعي   عدد القراءات : 1516

 


 

 

العلوم الإدارية مثلها مثل أي علم شهد مراحل الظهور ثم التطوير، وهي عملية مستمرة حتى يومنا هذا، لذا، نجد أن النظريات الإدارية متنوعة ومختلفة، بل بينها سجال، والبعض يؤكد أن هذا التوجه الإداري أنجح من ذاك، وفي هذا السياق توجد مناهج علمية ومدارس والكثير من الكتب والمنجزات.

وعلم الإدارة واسع ومتنوع ومتعدد، ولكنني أريد الحديث في جزئية فرعية من هذا البحر الكبير، وهي العلاقة بين الموظف وإدارته، أو الموظف ومديره المباشر، هذه العلاقة التي يفترض فيها الوضوح والشفافية، وأيضاً التعاون، نلاحظ أنه يشوبها الكثير من الضبابية وسوء الفهم، والسبب لا يتعلق بالموظف وحسب، ولا بالمدير وحسب، إنما بجوانب متعددة تقع على طرفي المعادلة.

فالمدير الذي يدير عمله بعقلية مركزية، ولا يسمح بالتنوع ولا بالابتكار ولا بالأفكار الجديدة لهذا الموظف، وأيضاً لا يسمح له بالظهور والتعبير عن نفسه، من دون شك سيجد تذمراً وتكاسلاً وبطئاً من الموظف الذي يعتبر أن لديه طاقة وأفكاراً يريد ترجمتها على أرض الواقع.

في الجانب الآخر قد نجد مديراً يمنح موظفيه مساحة للحركة والإبداع، وتقديم كل جديد، لكن طاقمه الوظيفي لم يتلقط هذه الحيوية ولا هذه المرونة، وفضل الجمود والتقيد بالحضور والانصراف، من دون أي تجديد، ومن دون أي تفاعل وتطوير مع إدارته، هنا أيضاً ستحدث فجوة كبيرة بين الطرفين.

وإذا سلمنا بهذين التصورين في العلاقة الوظيفية، فنحن أمام الخطأ الواضح، سواء أكان مصدره من الإدارة أم من الموظف، لكن المشكلة دوماً تتعلق بالضبابية في العمل وعدم وجود خطة واضحة يسير عليها الجميع، سواء أكانت الإدارة أم الموظفون، وبالتالي لا المدير ولا موظفوه يعلمون ما المطلوب منهم بالتحديد، وهو ما يعني خللاً في الإدارة العليا. وهنا يضيع الجهد والوقت، وأيضاً الأفكار.

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.