3

:: باسل غطاس عاد بخفي حنين ::

   
 

التاريخ : 20/12/2016

الكاتب : نبيل عودة   عدد القراءات : 1484

 


 

 

اعطيت صوتي للقائمة المشتركة رغم قناعتي بأن تشكيلها من متناقضات فكرية وسياسية هو خطأ سياسي وفكري... أشبه بمن يرتق ثوبا مهلهلا.. وسبب تصويتي للقائمة المشتركة كان بناء على طلب مباشر وشخصي من رئيس القائمة السيد أيمن عودة.. وتوقّفت عن نقدي القائمة...

يتّضح يوما بعد يوم ان تشكيل القائمة كان خطأ سياسيا استراتيجيا. ليس مهما انها حصلت على نسبة اصوات أكثر واعضاء أكثر.. الموضوع لا يقاس بالعدد او بالوزن او بالأمتار.

اليوم مع تصرفات عضو القائمة وعضو الكنيست الاسرائيلي الصهيوني غصبا عن أنفه.. باسل غطاس، الذي غضب بلقاء في راديو اسرائيل عشية الانتخابات حين استعملت في حواري تعبير "الجماهير العربية في اسرائيل"، فقاطعني بصراخ "انا لست اسرائيليا"... وهدّد بمغادرة الراديو (ربما الى قطر؟) إن واصلتُ الحديث.. طبعا فهمتُ متأخرا انه محقٌّ لأنه من الجماهير العربية في قطر...

لا يهمّني تصرفه الأخير حول البيليفونات.. هذا الأمر لا يشغلني.. ولا ارى به بطولة.. بل نقضا للنهج السياسي للقائمة المشتركة التي اصبحت حالها مثل حالة الإسكافي في القصة التالية:

عاد بخفي حنين

ساوم أعرابيٌّ "حُنينَ الإسكافي" على خفّين، ولكنه، وبعد جدل طويل لم يشترهما، فأغاظ حُنينَ جدلُ الأعرابي، فقام عقب مغادرة الأعرابي خِلسةً وعلّق أحد الخفّين في طريقه، ثم سار وطرح الخفَّ الآخر في مكانٍ آخر في ذات الطريق، وكمن له. فلما مرّ الأعرابي ورأى أحد الخفّين قال: ما أشبه هذا بخفّ حُنين ولو كان معه الآخر لأخذتهما، فتابع سيرَه فإذ به يرى الخفَّ الثاني مطروحاً، فندم على تركه الأول، فنزل وعقل راحلته، ورجع إلى المكان الذي رأى فيه الخفَّ الأول. في هذا الوقت ذهب حُنينُ براحلته فالتقط الخفّين وأقفل راجعاً متأبّطاً خفّيه، فقال له قومه: ما الذي جئت به من سفرك يا حُنين؟ فأجاب: جئت بخفّي حُنين!.

هكذا سيرجعون من المفاوضات بخفّي حنين حتى لو سموها قائمة مشتركة. لا شيءَ مشتركاً فيها الا الخفّين!!

ليرحم الله القائمة.. جريمتكم أنكم أنقذتم التجمّع من الذوبان والاختفاء.. هل باستطاعتكم تبرير تصرّفات غطاس؟ لا تقولوا لي تصرّفات وطنية؟

لا تهينوا الوطنيين!!

هذه وطنية الدولارات لا تخدم أيَّ هدف فلسطيني. معلّمه عزمي بشارة "غادر وطنه قسرا".. الى عاصمة العروبة قطر..

حان الوقت لعودة الوعي.. وسأختار منذ اليوم عدم التصويت وأدعو للمقاطعة سياسيا وإعلاميا.. القوائم الانتخابية لم تعد تنفع الا من يصل إلى المقعد البرلماني.. وانا لست عاملَ سخرة لإيصال أي قفا لمقعد برلماني، ليدّعي انه يمثل الجماهير العربية.. غياب مثل هذا التمثيل ربحه أكبر واجدى!! 

 

nabiloudeh@gmail.com

 

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.