3

:: أنا وحسنة وفاطمة ::

   
 

التاريخ : 24/01/2017

الكاتب : أحمد حسين حسن   عدد القراءات : 449

 


 

لا أذكر في أي وقت من ذلك الصباح الدافئ بدأت رحلتنا إلى المزرعة، ولا أدري لماذا ذھبنا مشاة، حيث أنه من المؤكد كان عندنا دابّة ما، ربما كان غياب أخينا طه يفسر الموضوع، فيفترض أن يكون قد أخذ الدابة ليحضر بعض الطعام للحيوانات، لاسيما وأنّ طه كان يدعي المقدرة على كل شيء، خاصة الأعمال التي يعجز عنها كشد المساكير، أو السحاية وغيرھا، وكان يدور نقاش بينه وبين أبو وليد ومحمد السيد، حول العمل والقوة، وكانت لفظة (إيم الشعرة ترافقة وھو يحاول أن يسقي أو يسحي أو يمكسر) وكلمة إيم الشعرة تعني (أن يرفعها عن الأداة التي يستخدمها حتى لا تعيق عمله (.

في أول الأمر كان يصدق ويبحث عن الشعرة ھنا وھناك من الأداة التي يستعملها وعندما لا يجد شيئاً، يقول: "ما في شي"، ويعيد الكرة ولا يجد شيئا، فيضحك الجميع، ومع الزمن أدرك الأمر فأصبح يجيب: إنت إيم الشعرة.

ما أن قطعنا البيادر حتى بدأت أختي حسنة غناء العتابا، ولم يطل
الوقت حتى تبعتها فاطمة، وحيث أنني لا أحفظ سوى بعض الأبيات التي كانت تتكرر على لسانيهما أجدني مضطراً لكتابة ما في ذھني الآن من ھذه الأبيات:

1

ولاني من عشيرتها والقراب   طعني والطبيب انكر دواي

طلبت المي واسْكَتني من القراب     لها حاجب كما الخنجر في القراب

سكارى وشاربين الخمر خ ِّل        على آنا درب راحون الاحباب

على بير الشمالي شفت خلي        نشدتك بالنبي يا بير ألي

حسنة واختها ياحسين نورين

يا يولي من بنات حسين تنتين

*******************

2

******************

3

يا حسنة بيرق المرفوع عال عين وفاطمة ست عا كل النسا

 ***************

4

وفيكن حلت الأبراك جميعين تلينا الدرب أھلا ومرحبا

قلتلا اسمك آل اسمي ميم وراي قلتلا وجهك آل وجهي كالمراي

انا

قلتلا رأيك آل كل ساعة في راي كيف ما مال الهوا وبميل

 ******************    

6

يدوسو كل عايل في حداھن زواعق نازيل من السما

عمومي صور لل ينزل حداھن عند الموزمة تسمع حداھن

**********************

7

ھلا بالشرف المنزول والدار ولفظك يشبه الياقوت والدر وحق الأخلق الزبدة من الدر إنتو عزاز عيني والمنى

******************

8

فيكن ياكرام الحي وانعم أيضا جزء عم ومريما

نعم نعمين يانور والعين وانعم حوطتك بصورة ھود والانعام

*****************

ھلا بالشرف المنزول جميعين

ولو ندري بجيتكن جميعين ***************

5

لضل اجول تا يخلص نبعها

عتابا يا خلق عندي نبعها

9

لم تتذكر حسنة التتمة بدأت تغني البيت على الهاتف وعندما أتمت البيت الأول قالت لي كمل! قلت ما بعرف، فقالت ھي كمان أنا نسيت وضحكت وبدأت تغني بيتاً جديداً.

كنا نتسلى ونحن نسير، حيث كنا نجلس مرة، ونتسابق في المشي
مرة، أو نتسابق في الركض، أو المشي إلى الوراء، وكان ذلك غالباً ما يكون بناء على اقتراح فاطمة، وكانت حسنة تضطر للموافقة مخافة أن نحرن أكثر مما

يحتمل. وصلنا إلى الكرم وبدأت المسرحية.

حسنة: يا لا فاطمة اطلعي تأخرنا! فاطمة: خلي أحمد يطلع أول. حسنة: يا لا أحمد يرضى عليك طلاع أبلها. أحمد: ليش يعني ما تطلع فاطمة. حسنة: يا لا فاطمة إنت الكبيرة. فاطمة: ليش أشو علاقة الكبيرة طيب ھو الزغير يطلع. وھكذا يستمر السيناريو بحوار مختلف فتبدأ حسنة في البكاء. حسنة: لو كانت ھون عيشي ما كان بدي ياكن تضربي إنت وياه.

ھامش أول: كانت أختنا الكبيرة عائشة تصعد إلى أية جوزة بلمح البصر، وكنا نترك لها الأغصان الرفيعة والطويلة، فتراھا على الغصن كالعصفور وھو يتمايل بها.

ھامش 2: لم يحدث أن حاولت حسنة الصعود إلى أية شجرة، حتى لو كانت من المشمش لهزھا.

ھامش 3: ھذا الشيء كان يتم طيلة موسم قطاف الجوز، وكنا نحتاج أحياناً أكثر من يوم من أجل قطاف جوزة.

ھامش 4: ما حدث كان يتم بشكل طبيعي لولا التالي. ذھبت حسنة باتجاه الضيعة وھي تبكي، فما كان منا بعد قليل إلا وقد صعدنا وبدأنا القطاف.

بعد قليل عادت حسنة ومعها جارنا في كرم الجوز أحمد تابك باكير وھو يهرول معها باتجاھنا حاملاً مقطف طويل نعجز عن استخدامه.

ما أن رأتنا ونحن في الجوزة حتى صرخت بنبرة حادة اختلط فيها
الضحك بالبكاء: تضرب إنت وياھا، والتفتت إلى جارنا قائلة "يسلم دياتك ماعليش روح على شغلك".

ھامش 5: لا تزال أختي فاطمة تذكرني بهذه الحادثة كلما رأيتها

ھامش  بعض أبيات العتابا استعنت بحسنة من أجل تصحيحها أو
لإكمال شطر وما شاكل ذلك المهم في ھذه الملاحظة أن حسنة كانت تغني كل بيت على الهاتف.

 

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.