3

:: رسائل العاشق (5) ::

   
 

التاريخ : 12/03/2017

الكاتب : إيلي مارون خليل   عدد القراءات : 1783

 


 

 

       تساءلْتُ، عفوًا ومن دون انتباه: لماذا أكتبُ ما لا أعرفُه!؟

       أجبْتُني: وهل أكتبُ، في مرّةٍ، ما أنا أعرفُه!؟

       إنطلاقًا وتأكيدًا، كتبْتُ، منذ أيّام، مقالة أوًلى في هذه السّلسلة الّتي لا تزال لا عنوان لها.

       بدأتُ من تعبير. ثمّ تناسلتِ التّعابيرُ لاواعيةً، تأتّت من لا وعْيٍ، ولم أعرف كيف! ولم أعرف لماذا. ولم أعرف ما كنتُ أرغبُ في قوله. ولم أعرف إلى متى سأسترسل.

       ألسّؤال:

       كيف يحصُل هذا!؟ لإحساسٍ منّي وفيّ وإليّ... لا أعرفُه!

       لكنّي،

       سأحاولُ، الآن، أن أُجيب.

       قلْتُ: سأُحاول! فالمحاولةُ قد تنجح، وقد تفشل. قد تُصيب، وقد تُخطِئ. قد تُقنِع، وقد لا.

       بداية، تكوّن لديّ، فيّ، إحساسٌ. أخذ ينمو. يقوى مرّة، يتراجع مرّة؛ يعنف أو يهدأ؛ لكنّه لا يتوقّف.

       ألإحساس، في المقالة الأولى، كان غُصّة الحُبّ. إمتدّ لأسابيع، قبل مباشرة الكتابة. وقد وتّرني. أقلقني. أوقعني في الحَيرة، وقد تحوّلتْ إلى كَفَنٍ ضمّني، آلمني، حوّلني نقطة تعجُّبٍ، فنقطة استفهام، فعلامة حَذْفٍ.

       وأنا في الحَذْف، تعاليتُ. صُدِمْتُ بالحَيرة المَسنونة. أخذتْ ترنو إليّ، تُماحِكُني، تغمِزني وتُهمِلُني، تجدّ وتعابث، تبتسم وتعبِس، تُغري وتَمّحي، تُثير وتبتعدُ. وأنا أفيض حَيرةً تفترسني.

       ظللْتُ أُعانِدُ.

       أُعانِدُ والإحساسُ يَعصِف ويتضاءل. يتكثّفُ ويشِفُّ. يستمرُّ في الاتّجاه وعكسِه، أُفُقيًّا وعموديًّا، شُموليًّا وتفصيليًّا.

       متى قرّرتُ أبدأ أكتب؟ لم .

       كيف بدأتُ؟ لم!

       كيف تَكَوَّنَ النّصُّ!؟

       ألنّصُّ "مَولود"، لا "مَخلوقٌ"!

       ألنّصُّ "تكوّنَ". كوّن ذاتَهُ بذاتِه.

       ألإحساسُ تحوّل إلى أحاسيس. صارَ صورة ـ صوَرًا؛ فكرةً ـ فِكَرًا.

       ألأحاسيسُ، الصُّوَر، الفِكَرُ، "تجسّدت" كلمةً ـ كلمات، عصفت صُوَرا ـ سُوَرًا، ففكرًا استشرافًا.       أضأْتُ، "فاضت" منّي، عفويًّا، بسذاجةٍ، من دون قصدٍ ولا انتباه، ملأتِ الورق...

       إنطفأْتُ، عرفتُني أنهيتُ!

       "أنهيتُ"، ساءلْتُني، أم "انتهيتُ"!؟

       ما عرفْتُ! لكنّي جعلتُ الرّقم (1) إلى جانب علامات الاستفهام الثّلاث.

       لِمَ فعلْتُ!؟

       لا وعيي فعل! ألزمني بتتمّة! كأنْ ألزمتُ نفسي، عفويًّا، لِشُعورٍ فيّ بأنّ إحساسي سيستمرُّ في "الفيض"، سيستمرُّ يتدفّق، وعليّ "التقاطه"!

       عجبتُ! تساءلتُ: ماذا فعلتَ يا أنا!؟    

       إلى الآن، لم...

       قد...

ألخميس 23/6/2016

 

رسائل العاشق (4)

إيلي مارون خليل

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.