3

:: فرج الله في رواية الصحافي فريد فرح: صراع من أجل الحقيقة ::

   
 

التاريخ : 21/06/2007

الكاتب : وضّاح يوسف الحلو   عدد القراءات : 1317

 


 

فريد فرح زميل وباحث اجتماعي صدر له اخيراً كتاب "صراع من أجل الديموقراطية والحقيقة"، وفيه محطات من سيرة فرج الله الحلو الذي أحببنا قامته الوطنية والقومية والاستشهادية العالية وقد روى المؤلف أعوام النضال المنطوية بنبرات عميقة متهدجة. ويلاحظ القارىء ان صوت فريد فرح فيه ألف وتر موصول، كأنه صدى لمد المئات من حياة الحزبيين الشيوعيين الذين اضطهدهم وأذاقهم الأمرّين خالد بكداش، الشخصية الملتبسة التي بسطت نفسها، وهيمنت على الحزبين الشيوعيين في لبنان وسوريا لأعوام عديدة.

تحضرني الآن، لأعوام خلت، كنت فيها صغيراً مع طفلته حنان أراقب "عمّو فريد" ووالدي يوسف، وقد سكنّا منزلاً مشتركاً، في مسلكهما الاًبوي الناعم الملمس على رغم ما يعانيان من الوجع الباطني الحزبي، والاضطهاد المضاعف.

لقد أردت من ذكر ذلك ان ألفت القارىء الى ما عاناه جيل الآباء المنضوي تحت الراية الحزبية بفضل عبادة الفرد، خصوصاً الشهيد فرج الله في حياته الكربلائية والاسطورية. والزميل فريد فرح أمضى عمره (92 عاماً) في العمل المستميت من أجل "الحلم المرتجى"، وهو يرى نفسه اليوم، رغم الضغوط النفسية يومذاك، مشدوداً الى الهروب من الحاضر والعودة الى ذلك الماضي، لا لشىء "الاّ ليعيش مع رفاق وهبوا حياتهم ببطولة وسخاء".

يرى فريد فرح ان فرج الله يحمل مجداً كبيراً على منكبيه، خصوصاً بعد فرض رسالة سالم عليه، واكراهه على اتهام نفسه بأقذع التهم من قبل بكداش وحاسديه من نوع: بورجوازي ضيق الأفق، وانسان مدنّس بالسلبيات، وهو الى ذلك، وكما يرى فريد، ذو نفس صديقة، وود قريب، وغزارة فكر، نأنس الى وجه تضيئه ابتسامة شفافة كأن نسمع لها صدى وهي في مدها الوئيد الى أطراف الوجه الجميل. فريد فرح لم يرغب في تحميل الأمور أكثر مما تحتمل الاّ انه روى بدم الذكريات والمذكرات صفحات لاهبة، ومشتعلة بالأخطاء من تاريخ الحزب الشيوعي اللبناني جرت العادة ان يتناولها بصراحة جريحة المفكر كريم مروة. لقد جهد فريد لان يقدم صورة غير مشوشة او مرتجفة عن الحزب الذي انضم اليه فتى يانع الأحلام، وقد أسرّ له بطل مخابىء نفسه رغم اعترافه بأن بعض ما "تضمنته هذه الصفحات قد يتخذ طابع السيرة الذاتية لارتباطه باحداث حيّه مصيرية بارزة".

ثم نفتح الباب لنشاهد فريد فرح الراوي، لنقرأه لنستمع اليه يقول كلاماً دقيقاً مختاراً، وتحليلات موحية، واستنتاجات عميقة. لقد عمل فريد فرح في صحافة الحزب الشيوعي اللبناني، ثم في صحافة الحزب التقدمي الاشتراكي مع المناضل كمال جنبلاط، وأسهم في تأسيس مجلة "الطريق" الى جانب المهندس أنطون ثابت، ورئيف خوري، ويوسف ابرهيم يزبك وعمر فاخوري وقدري قلعجي حتى اصبح مديراً لادارتها. أُسندت اليه  ادارة جريدة "صوت الشعب"، كما كان مسؤولاً عن مطبعة وجريدة "نضال الشعب" السرية.

 الى كل ذلك أسهم في خلال عشرة أعوام في تحرير جريدة "التلغراف" الى جانب الشهيد نسيب المتني. وقد كان الزميل طموحاً من الدرجة الاولى فساهم في تحرير جريدة "الكفاح" مع النقيب رياض طه، وفي تحرير جريدة "اليوم" مع النقيب عفيف الطيبي كما تولّى مسؤولية جريدة "الراية" وساهم في تحريرها بتوقيع وحيد سرور الى جانب مساهماته في "الدنيا الجديدة"، جريدة "كومانان"، ومجلة "لاغازيت" مع هنري مخيبر.

وللزميل فريد فرح مؤلفات عدة، وله قيد الاعداد "طيف العاميات الشعبية".

 

 

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.