3

:: وما زلت أركض ::

   
 

التاريخ : 08/11/2010

الكاتب : خيري حمدان   عدد القراءات : 827

 


 

 

 استيقظت عند الصباح.. أخذت أركض وأركض، كنت نشطًا ولم أشعر بالتعب، كان الكثيرون من حولي يصفقون لي، يشجعونني ويلاطفونني.

عند الظهر، شعرت بأن الدنيا لا تسعني. خلعت بعض ملابسي، لاحظت بأنّني سبقت الكثيرين. من بعيد لاح لي بعض المسافرين منهكين وقد استلقوا على الأرض، حتى أن هناك من تدثّر بملاءة خريفية، أمّا أنّا فقد كان جسدي يتصبّب عرقًا.

اقتربت بعد حين إلى العصر، عندها شعرت بالإرهاق وبدأ البرد يجد طريقه إلى جسدي. وضعت غطاءً خفيفًا على كتفيّ، نظرت إلى الخلف شاهدت الآخرين يركضون عند الظهر وقد تعرّقوا من كثرة النشاط. عندها توقفت لوهلة.. ملأت ابتسامة مساحات وجهي وعندها فقط فهمت الحكاية.

نظرت إلى السماء بهدوء أحسد عليها. لاحت منّي نظرة لما بعد العصر فرأيت بطرف عيني توابيت في الانتظار. دخل البعض فيها ومضوا خلف الأفق. لم أسقط الابتسامة المشرقة عن تقاطيع وجهي.. أدركت بأنّه يستحيل عليّ العودة نحو الظهر ولا سبيل سوى المضيّ نحو المغيب، هناك حيث كان في انتظاري صندوق خشبيّ. وقفت على قدميّ وسرت نحو المغيب.. هناك حيث ينتهي النهار مرّة واحدة إلى الأبد. 

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.