3

:: ثمن الفيتو الأمريكي ::

   
 

التاريخ : 04/03/2011

الكاتب : توفيق أبو شومر   عدد القراءات : 1851

 


 

 

إن خلطات الطعام في مطابخ السياسة ستظل سرا من الأسرار، فأسرار الأطعمة التي يتغذى عليها السياسيون، تؤخذ دائما من بقايا أطعمتهم المتبقية في الأطباق، ويقوم المحللون وفقهاء السياسة بعد ذلك بإدخالها إلى معاملهم ليتمكنوا من العثور في بقاياها، عن سر مكوناتها.

 وتطبيقا لنظرية تحليل بقايا طعام آخر وجبة من وجبات السياسة، وهي وجبة الفيتو الأمريكية التي منعت العالم من اتخاذ قرار بوقف بناء المستوطنات،واعتبارها انتهاكا لكل الأعراف الدولية، فإن بعض الصحف الإسرائيلية التي تملك معامل تحليلٍ متقدمة تمكنت من العثور على مكونات آخر وجبات مجلس الأمن (الفيتو الأمريكي).

 فقد أشارت جورسلم بوسط اليوم 2/3/2011  إلى بعض نتائج التحليلات، ومنها أن حق الفيتو الذي استخدمته أمريكا، ودفعتْ فيه ثمنا باهظا من مصداقيتها، ونقضت تعهداتها لكل الدول، وبخاصة للفلسطينيين، هذا الفيتو جاء على خلفية اتفاق غير مكتوب مع حكومة نتنياهو لتخطو خطوة في طريق اقتراح (خطة حل شاملة).

فأعلن نتنياهو يوم أمس الشق الأول من الاتفاق، وهو مجرد إعلان يقول فيه:

(إن مواصلة الاستيطان في ظل الظروف الراهنة، غير مُجدٍ، ويحتاج إلى مراجعة، كما أنه من الضروري إعادة خطط الجيش السابقة المتعلقة بتصفية وإزالة البؤر الاستيطانية)!!

 ومن المعروف أن إزالة البؤر الاستيطانية العشوائية، ظلتُ تختلط على الرأي العام، فيظنونها تنازلا إسرائليا كبيرا، وهي في الحقيقة إجراءات إعلامية، أكثر منها إجراءات عملية، فظل الجيش يزيل، ثم يترك المكان لتعود البؤر الاستيطانية من جديد!

وقد نشرت جورسلم بوسط هذا اليوم الشق الثاني من الثمن الذي ستدفعه إسرائيل لأمريكا نظير استخدام الأخيرة لحق الفيتو، والثمن الثاني:

 هو مشروع إنشاء دولة فلسطينية بحدود مؤقتة!

 وهذا المشروع قديم جداً، وجديد جداً أيضاً وفق التصنيفات الإسرائيلية التي تعتمد على الخلط والاضطراب، والاعتماد على أننا نفقد ذاكرتنا في كل أسبوعٍ مرتين على الأقل!

والمشروع، أو ثمن الفيتو هو من إبداعات نتنياهو وليبرمان.

 وما رشح من المشروع يتلخص في:

"دولة فلسطينية مجردة من السلاح، تعترف بالدولة اليهودية، بالتنسيق مع أمريكا، وبموجب الاتفاق يمكن للفلسطينيين أن يُعلنوا عن دولتهم، في حدود مؤقتة، في مقابل انطلاق المفاوضات بين الطرفين، وكان شاؤل موفاز من كاديما قد اقترح هذا الحل في حكومة الحكومة السابقة، وكان عرض موفاز سيعطي الفلسطينيين 60% من مساحة الضفة، بينما يمنحهم ليبرمان في خطته الجديدة أقل من ذلك، وتضيف الصحيفة، بأنه من المشكوك فيه أن يوافق الفلسطينيون على الخطة، كما أن هذه الخطة تجيء في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها العالم العربي، لغرض امتصاص النقمة العالمية على إسرائيل، وستكون الخطة جاهزة قبل اجتماع الرباعية القادم"

إذن فقد تمكنت معامل التحليل السياسي في إسرائيل من  كشف مكونات وجبة الفيتو، والتي تتكون من:

إعلان هزيل بوقف الاستيطان، ثم يعقبه طرح خطة الدولة الفلسطينية المهزولة الأخرى، لنعود إلى نقطة الصفر الأولى من جديد، كما تنص بروتوكولات حكماء الحكومة اليمينية الإسرائيلية التي تمارس بكفاءة طقوس السحرة والحُواة على مسرح العالمين، في عز الظهيرة .

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.