3

:: عودة إلى الفن الذي لا يصدأ ::

   
 

التاريخ : 08/02/2011

الكاتب : هلا داغر   عدد القراءات : 1303

 


ظاهرة لا بدّ من التوقف عندها في زمن بعض "الفن الهابط" كي لا نظلمه كله. عودة فناني اليوم إلى الأصالة أو على الأقل إلى الزمن الغابر الجميل حيث كان الفن الذي يطرب والموسيقى التي تحرك الأحاسيس. فجأة التفت بعض فناني وفنانات اليوم إلى المكتبة الموسيقية التي تعتلي رفوفها أشرطة أغانٍ لطالما صفّق لها آباؤنا وأصحاب الأذن المصغية و"السمّيعة". فجأة عدنا نسمع أغنية "تنقّل يا غزالي" التي غنّتها سميرة توفيق بصوت نجوى كرم، وأغنية "مستنياك" للفنانة عزيزة جلال بصوت الفنانتين نانسي عجرم ونيللي مقدسي، وأغنية "لو فيي" للفنانة عايدة شلهوب بصوت إليسا..

أكثر من ذلك عادت الفنانة كارول سماحة إلى ربرتوار الفنانة الراحلة سلوى القطريب وأطلقت من إرثها الغنائي أغنية "خدني معك" بتوزيع موسيقي جديد كمقدمة لمشروع إنجاز مجموعة من الألبومات التي ستحمل عنوان "أغاني زمان" بأجزاء متتالية تصدر تباعاً في السنوات القليلة المقبلة. وستلي أغنية "خدني معك" أغنيتا "قالولي العيد" و"أخدوا الريح". واللافت أن ألبوم "أغاني زمان" سيضم مجموعة من الأغنيات التي تمثّل أجيالاً موسيقية عربية مختلفة، من بينها مجموعة من أغنيات جورج وسوف القديمة، والمطرب عبد الحليم حافظ والمطربة وردة الجزائرية والشحرورة صباح والفنان زكي ناصيف وغيرهم من الأسماء الكبيرة في عالمنا العربي.

ولا ننسى في هذه الموجة الفنان معين شريف الذي أعاد غناء العديد من أغنيات الفنان العملاق وديع الصافي وهو الذي يعشق "الوديعيات" كما يسمّيها. وغيره وغيره...

ظاهرة إيجابية دون شك، وتعني الكثير في زمن كاد اليأس الفني يصيبنا ممّا نسمع عبر أثير الإذاعات التي تروّج لـ"كل شيء" دون إخضاعه لتقييم يشمل الكلمة والنوتة الموسيقية والأداء. "كلّو بيمشي" في مفهوم هذا الزمن بهدف الترويج التجاري وتعبئة "الهواء". لكن هذه الصحوة التي تنبّه لها فنانونا اليوم تعني أن الأصالة بخير وأن أرشيف المكتبات الموسيقية الذي يعود إلى عشرات السنين لن يأكله الغبار ولن يلحقه الصدأ. وهذا يعني أيضاً أن مكتبة "إذاعة لبنان" الرسمية التي تضم آلاف الأشرطة الغنائية والموسيقية التي تعود إلى أواخر الخمسينيات ولغاية اليوم تبقى المدماك الذي يؤسّس عليه فنانو أجيال اليوم، وتظل الخزنة التي تضم الجواهر الفنية "المعتّقة" وحبات اللؤلؤ الأصيلة.

لا يعني كلامنا هنا أن أجيال الفنانين الشباب لا تشبه الماس، ولكن الأكيد أن أجيال الفنانين القدامى هي معدن الذهب الذي تتكئ عليها حبات الماس تلك، والذي لولاه تبقى حبات الماس والأحجار الكريمة في الخزائن. وهذا ما يجب أن يتذكره كل من سوّلت له نفسه الغناء.

وبالطبع... الذهب لا يصدأ.


    

 

 
   
 

التعليقات : 1

.

09-02-2011 06:2

أسامة الياس

ألعودة إلى الأصول هي الذهب

صدقتِ

تهانينا للمطربين الجدد الذين عرفوا من أي المناهل يشربون

تبقى إذاعة لبنان بغنى أرشيفها وروابطها الأصيلة تاريخاً قائماً بحدّ ذاته، ليت القيّمين علّيها يعملون على تقوية البثّ لأننا نلطقتها بصعوبة في منطقة البقاع

أصيلة


 

   
 

.